تكنولوجيا
في إنجاز علمي واعد، تمكن مهندسون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) من تطوير غشاء إلكتروني فائق الرقة، لا يتجاوز سمكه 10 نانومترات، أي أقل سمكًا من الشعرة بـ 10 آلاف مرة. هذا الابتكار يُعَدّ الأنحف في فئته حتى الآن، حيث يعتمد على تقنية كهروحرارية تمكنه من رصد الحرارة والإشعاع تحت الأحمر بدقة متناهية، دون الحاجة إلى أنظمة تبريد معقدة، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في التصوير الحراري، والرؤية الليلية، والمركبات ذاتية القيادة.
تقنية “الرفع الذري” تحدث ثورة في تصنيع الأغشية فائقة الرقة
يعتمد تصنيع هذه الأغشية على تقنية الرفع الذري، وهي طريقة مبتكرة تسمح بتقشير طبقات فائقة الرقة دون الحاجة إلى طبقات تحرير إضافية. يكمن السر في وجود عنصر الرصاص، الذي يُضعف الروابط بين الغشاء والسطح المُستند إليه، مما يتيح فصله بسهولة دون إلحاق ضرر بالبنية الذرية. هذه التقنية تفتح الباب أمام تصنيع أغشية إلكترونية دقيقة يمكن استخدامها في مجالات مختلفة، من الإلكترونيات القابلة للارتداء إلى أجهزة الاستشعار البيئية.
إمكانات مستقبلية وتحديات تقنية
يتميز الغشاء الجديد بقدرته على استشعار طيف الأشعة تحت الحمراء البعيدة بالكامل، مما يعزز إمكانية تطوير أجهزة كشف حراري محمولة وعالية الكفاءة. إضافةً إلى ذلك، يُمكن تعميم تقنية الرفع الذري لتشمل مواد أخرى، مما يجعلها قابلة للاستخدام في تطبيقات متعددة، من الأجهزة القابلة للطي إلى أجهزة الاستشعار المتقدمة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التقنية، مثل الحاجة إلى تكامل هذه الأغشية مع دارات معالجة بيانات متطورة لضمان دقة وكفاءة الأداء.
نقلة نوعية في فهم الموجات غير المرئية
يقول الباحثون إن هذا الابتكار يمثل تحولًا جوهريًا في كيفية تفاعل الإنسان مع الموجات غير المرئية، حيث يفتح المجال أمام تطبيقات متقدمة في التصوير الحراري والمراقبة البيئية، وحتى التشخيص الطبي. بفضل هذه التقنية الجديدة، قد يصبح من الممكن تطوير أجهزة استشعار أكثر حساسية ودقة، دون الحاجة إلى أنظمة تبريد ضخمة، مما يُسهم في تطوير تقنيات أكثر فعالية واستدامة.
هذا الابتكار العلمي يثبت مرة أخرى أن التكنولوجيا الحديثة تُعيد تشكيل المستقبل، مما يمنحنا رؤى جديدة لكيفية استغلال العلوم لخدمة البشرية.
