كشف اللواء دكتور سمير فرج، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن الضربة العسكرية التي استهدفت 3 مفاعلات نووية في إيران لم تكن مفاجئة، بل جاءت بعد قرار استراتيجي اتُخذ قبل 10 أيام من الضربة، عندما تأكدت إسرائيل بمعلومات استخباراتية دقيقة أن إيران وصلت إلى نسب تخصيب تمكنها من إنتاج ما بين 5 إلى 7 قنابل نووية بحلول نهاية الشهر الجاري.
وأضاف “فرج” في اتصال هاتفي مع الإعلامي تامر أمين ببرنامج “آخر النهار” المذاع على فضائية “النهار” مساء الأحد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استطاع إقناع الرئيس الأمريكي بتنفيذ الضربة، في ظل ما وصفه بـ “التهديد الوجودي”، إذ لا يريد نتنياهو أن تمتلك إيران قوة نووية تجعله ليس الوحيد في المنطقة القادر على الردع النووي”.
فشل في استهداف المفاعلات
وأوضح أن الضربة بدأت بضوء أخضر أمريكي ودعم لوجستي، في وقت كانت فيه إيران تستعد لجولة مفاوضات أخيرة بين ويتكوف وممثلها الرسمي يوم الأحد، لكن الجانب الإسرائيلي فاجأ الجميع بالتحرك العسكري المباغت.
وأكد أن إسرائيل عجزت خلال الأيام الأولى عن الوصول إلى المفاعلات النووية، بسبب نقل إيران لمفاعلاتها إلى مواقع جبلية محصّنة، وهو ما دفع إسرائيل لتغيير تكتيكها عبر ضرب قواعد الصواريخ الإيرانية “أرض – جو”، لتصبح السماء مفتوحة أمام سلاح الجو الإسرائيلي.
التوازن العسكري يتغيّر والمخاوف تتصاعد
وأشار اللواء فرج إلى أن الرد الإيراني جاء سريعًا ومفاجئًا، حيث وصلت صواريخ باليستية إيرانية إلى عمق تل أبيب، وبدأت إسرائيل تشهد موجة من الضربات المباشرة وغير المسبوقة، في تطور اعتبره مؤشرًا خطيرًا على انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة النطاق.
واختتم فرج حديثه بالتأكيد على أن ما حدث يعكس تغيرًا جذريًا في ميزان القوى الإقليمي، ويؤكد أن إيران لم تعد تتعامل بردود فعل، بل باتت تملك القدرة على الردع والمفاجأة، مما يستدعي إعادة تقييم شاملة من القوى الدولية والعربية تجاه مسار الصراع المقبل.