بعد غياب لم يكن إلا استراحة محارب، يعود النجم حسام حبيب إلى الساحة الفنية بخطى واثقة، حاملاً في جعبته الكثير من المفاجآت التي تستعد لإعادة صياغة موقعه المتميز في خارطة الفن العربي.
لم تكن عودته تقليدية، بل بدت أشبه بإعلان انطلاق مرحلة جديدة يراهن فيها على نضجه الفني وتراكم خبراته، سواء في الغناء أو في تجارب تمثيلية يضع فيها لمساته الأولى باهتمام بالغ.
العودة ليست مجرد صدفة.. بل قرار مدروس
من يتابع مسيرة حسام حبيب منذ بداياته يدرك جيدًا أنه فنان لا يعرف العشوائية، بل يتحرك وفق إيقاع مدروس، وذوق رفيع. وقد جاء قراره بالعودة هذه المرة بعد فترة من التأمل، أعاد خلالها ترتيب أوراقه، ووضع خطة فنية شاملة تشمل أغاني جديدة، وتحضيرات لحفلات كبرى، وخطوات تمهيدية نحو عالم التمثيل، ولكن بالشروط التي تليق بمسيرته.
تحضيرات غنائية تعكس نضج التجربة
يعمل حسام حبيب حاليًا على مجموعة من الأغنيات الجديدة التي يُشرف على تفاصيلها بنفسه، سواء من ناحية الكلمات أو الألحان أو التوزيع الموسيقي. ويحرص على اختيار أعمال تُعبّر عنه فنيًا وشخصيًا، بعيدًا عن الصيحات التجارية المؤقتة، مؤكدًا أن ما سيقدمه سيكون بمثابة عودة “للأغنية ذات القيمة”، كما وصفها في جلساته مع المقربين منه.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه الأصوات على “الترند”، يسير حسام في طريق موازٍ، حيث الجودة هي المعيار، والإحساس هو العنوان.
حفلات قادمة وتحضيرات مكثفة للقاء الجمهور
ضمن خطته للعودة إلى جمهوره، بدأ حسام حبيب بالفعل التجهيز لعدد من الحفلات الغنائية خلال موسم الصيف، في مصر وعدد من الدول العربية، حيث يسعى إلى استعادة حالة التواصل المباشر مع محبيه، الذين لم تغب أغانيه عن ذاكرتهم رغم الغياب ومن المتوقع أن يُطلق أولى حفلاته من القاهرة، في حفل ضخم سيكون بمثابة افتتاح رسمي لمشواره الجديد.
التمثيل على الرادار.. ولكن بشروط حسام
رغم العروض التمثيلية الكثيرة التي تلقاها خلال السنوات الماضية، فإن حسام حبيب كان دائم الرفض، لأنه لم يجد نفسه في الأدوار المقترحة. لكنه مؤخرًا، بدأ في قراءة عدد من السيناريوهات الجديدة، وهو ما يُرجّح أن نراه قريبًا في عمل فني مختلف الشكل والمضمون.
رسالة واضحة: الفن الحقيقي لا يصدأ
تؤكد عودة حسام حبيب أن الفنان الحقيقي لا يُقاس حضوره بالكمّ، بل بالقيمة. فرغم ابتعاده لفترات، ظل صوته وأغانيه حاضرين في وجدان الجمهور، وهذا في حد ذاته شهادة حب لا تحتاج إلى إعلان.
إنها عودة تحمل كل ملامح النضج والوعي الفني، وتفتح الباب أمام مرحلة مختلفة قد تكون الأهم في مسيرته، خصوصًا مع تزايد التوقعات بشأن ما سيُقدّمه خلال الأشهر المقبلة.
فهل سنشهد ولادة ألبوم جديد؟ هل يقتحم حسام عالم التمثيل رسميًا؟ وهل سيُعيد التوازن إلى سوق الأغنية الرومانسية التي افتقدت عمقها؟
كلها أسئلة مشروعة، لكن المؤكد أن حسام حبيب لم يعد كما غاب… بل أقوى، وأكثر اتزانًا، وجاهزًا لصناعة فصل جديد في تاريخه الفني.