صحه

قد تظهر عليك أعراض بسيطة مثل الألم، التنميل، أو ضيق التنفس، وتتجاهلها ظنًا منك أنها عابرة. لكن هذه الأعراض قد تكون إشارات تحذيرية لـجلطات دموية خطيرة تهدد حياتك. الجلطات لم تعد تقتصر على كبار السن أو المدخنين؛ بل أصبحت خطرًا يهدق الجميع بسبب نمط الحياة العصري غير الصحي.
ما هي الجلطة الدموية؟
الجلطة الدموية هي تكتل من خلايا الدم والبروتينات تتجمع داخل الأوعية الدموية، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي. بينما تُعد الجلطات ضرورية لوقف النزيف في الحالات العادية، فإن تكونها داخل الأوردة أو الشرايين دون حاجة يصبح قاتلاً صامتًا.
أسباب شائعة لتكون الجلطات
تتعدد العوامل التي تزيد من خطر تكون الجلطات، وتشمل:
- الجلوس لفترات طويلة دون حركة (مثل السفر أو العمل المكتبي).
- التدخين.
- الحمل والولادة.
- تناول بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل.
- الإصابة بأمراض مزمنة مثل القلب، السكري، والسمنة.
- التعرض لعمليات جراحية.
هل جميع الجلطات مميتة؟
ليست كل الجلطات مميتة، لكن خطورتها تكمن في مكانها وحجمها:
- الجلطات الوريدية العميقة (DVT): تصيب الساق غالبًا وقد تنتقل إلى الرئة مسببة انسدادًا رئويًا قاتلاً.
- الجلطة الرئوية: غالبًا ما تكون مميتة إذا لم تُكتشف وتعالج بسرعة.
- الجلطة الدماغية: تسبب السكتة الدماغية وقد تؤدي إلى شلل أو وفاة.
- الجلطة القلبية: تؤدي إلى النوبة القلبية، وهي من أكبر مسببات الوفاة عالميًا.
الأعراض الخطيرة التي تدل على وجود جلطات في الجسم
لا تتجاهل هذه العلامات، فقد تكون إنذارًا بوجود جلطة:
- تورم مفاجئ في الذراع أو الساق: مصحوب بألم عند اللمس، حرارة في الجلد، وتغير لونه إلى الأحمر أو الأزرق.
- ألم شديد وغير مفسر في الصدر: خاصة إذا ترافق مع ضيق تنفس، تسارع في نبضات القلب، أو دوخة مفاجئة (قد تكون جلطة رئوية).
- صعوبة مفاجئة في التنفس: الشعور باللهاث دون مجهود كبير.
- ألم في الساق يشبه التشنج: لا يخف بالحركة أو المساج، ويزداد مع ثقل وإحساس بالحرارة.
- تغير لون الجلد: ظهور بقع بنفسجية أو زرقاء على الساق أو الذراع.
- صداع قوي مفاجئ ومختلف عن المعتاد: خاصة إذا ترافق مع عدم وضوح في الرؤية، تنميل في الأطراف، أو ضعف في أحد جانبي الجسم (قد تكون جلطة دماغية).
الفئات الأكثر عرضة للجلطات
- مرضى الضغط والسكري.
- الحوامل والنساء بعد الولادة.
- المصابون بـالسمنة المفرطة.
- المدخنون.
- من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات.
- كبار السن (خاصة من تجاوزوا 60 عامًا).
- الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة (موظفو المكاتب، المسافرون).
متى تطلب الطوارئ فورًا؟
لا تنتظر! الجلطة قد تتحرك وتصل إلى القلب أو الدماغ أو الرئة بسرعة. اطلب الطوارئ فورًا إذا شعرت بـ:
- ألم صدر حاد ومفاجئ.
- صعوبة شديدة في التنفس.
- شلل مفاجئ في الوجه، الذراع، أو الساق.
- اضطراب في الكلام أو الفهم.
- فقدان الوعي أو دوخة شديدة.
تشخيص وعلاج الجلطات
- التشخيص: يعتمد على الفحص السريري، تحاليل الدم (خاصة D-Dimer)، أشعة الدوبلر، الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي.
- العلاج: يشمل مضادات التجلط (مثل الوارفارين والهيبارين)، مذيبات الجلطات (تُعطى في الحالات الطارئة)، وفي بعض الحالات النادرة قد تكون هناك حاجة للقسطرة أو الجراحة لإزالة الجلطة.
الوقاية من الجلطات
غيّر نمط حياتك:
- مارس التمارين الرياضية يوميًا.
- اشرب كميات كافية من الماء.
- تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
- غيّر عاداتك الغذائية: قلل الدهون المشبعة والسكريات، وتناول الخضروات والفواكه.
- راقب وزنك، ضغطك، وسكرك بانتظام.
- ابتعد عن التدخين والمشروبات الغازية.
خرافات شائعة عن الجلطات
- الخرافة: الجلطات تصيب فقط كبار السن. الحقيقة: قد تصيب الشباب وحتى الأطفال في بعض الحالات.
- الخرافة: إذا تحركت كثيرًا فأنت محصن ضد الجلطات. الحقيقة: الحركة مهمة، لكن هناك عوامل وراثية ومرضية تلعب دورًا كبيرًا.
- الخرافة: من يأخذ أدوية سيولة لا يمكن أن يصاب بجلطة. الحقيقة: لا يوجد دواء فعال بنسبة 100%، ويجب الالتزام بالمتابعة الطبية.
رسالة أخيرة
الجلطة لا تعلن عن نفسها، بل تتسلل في صمت ثم تضرب فجأة. هذا المقال ليس ليخيفك، بل لينقذك. كل عرض مذكور هو جرس إنذار. لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها جسدك. الوقاية اليوم خير من ندم لا ينفع غدًا. اجعل هذا المقال بداية جديدة لك ولمن تحب، وشاركه فقد يكون سببًا في إنقاذ حياة إنسان.