اندلعت حرب تصريحات علنية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، على خلفية انتقادات لاذعة وجهها ماسك لمشروع قانون “One Big Beautiful Bill”، الذي يتبناه ترامب ويضم حزمة شاملة من الضرائب والإنفاق الحكومي، أثارت انقسامًا حادًا في الأوساط السياسية والاقتصادية الأميركية.
وفي منشور له عبر منصته “إكس”، دعا ماسك الأميركيين إلى التحرك الفوري ضد مشروع القانون، وكتب:
“اتصل بعضو مجلس الشيوخ، اتصل بعضو الكونغرس. إفلاس أميركا ليس مقبولًا! اجهضوا مشروع القانون”.
وكان مجلس النواب قد أقرّ المشروع في مايو الماضي بفارق ضئيل، إلا أنه يواجه مقاومة شديدة في مجلس الشيوخ، حتى من داخل الحزب الجمهوري، الذي يهيمن على المجلسين.
ترامب يهدد بإلغاء الدعم
من جانبه، أعرب الرئيس ترامب عن خيبة أمله الكبيرة في ماسك، مؤكدًا أنه قدّم له دعمًا واسعًا في السابق. وقال ترامب:
“لقد ساعدته كثيرًا… وكان على علم تام بتفاصيل المشروع”، مشيرًا إلى أنه قد يوجّه بوقف العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، ومعتبرًا أن “أسهل طريقة لتوفير المال هي إيقاف دعم إيلون”.
ماسك يصف القانون بـ”المقزز”
وردّ ماسك سريعًا بنفي معرفته بأي تفاصيل عن المشروع، وقال:
“هذا غير صحيح، لم يُعرض عليّ هذا المشروع ولو لمرة واحدة”.
ووصف التشريع بأنه “جبل من الإنفاق المقزز”، واتهم ترامب بـ”نكران الجميل”، مضيفًا:
“بدوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات”، في إشارة إلى دعمه السابق له.
وأعاد ماسك نشر تغريدات قديمة لترامب ينتقد فيها رفع سقف الدين، في محاولة لتسليط الضوء على تناقض مواقفه بشأن الإنفاق الحكومي.
تسلا تدفع الثمن
الخلاف العلني بين الطرفين ألقى بظلاله على أداء شركة تسلا، حيث تراجعت أسهمها بنسبة 8%، وسط مخاوف من تأثير الخلاف على علاقة ماسك بالإدارة الأميركية، خاصة في ظل اعتماد شركاته على عقود حكومية استراتيجية في مجالات الفضاء والطاقة.
ويرى مراقبون أن هذه المواجهة العلنية قد تكون بداية لتصدّع تحالفات كانت تعتبر متينة داخل المعسكر الجمهوري، في وقت تتصاعد فيه الخلافات حول أولويات الإنفاق قبيل الانتخابات المقبلة.
