صفة خطيرة: الرسول يحذر من “الجوّاظ” ويكشف مصيره

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منوعات

صفة خطيرة: الرسول يحذر من

ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ألا أخبركم بأهل النار؟ قالوا: بلى. قال: كل عتل جوّاظ مستكبر. وفي رواية عنه: كل جوّاظ زنيم متكبر”. هذه الصفات التي تمنع صاحبها من دخول الجنة تحمل دلالات عميقة سنتناولها بالتفصيل.

من هو “الجوّاظ”؟

اختلف العلماء في تفسير كلمة “الجوّاظ”، ووردت عدة أقوال في معناه:

  • الجموع المنوع: قيل إن “الجوّاظ” هو الشخص الذي يجمع المال ويكنزه ولا ينفقه في وجوه الخير، أي “الجماع المناع”.
  • الكثير اللحم المختال في مشيته: وصف آخر يشير إلى الشخص المترهل الذي يختال في مشيته دلالة على تكبره.
  • الفظ الغليظ: في رواية أخرى عن حارثة بن وهب، فُسّر “الجوّاظ” بأنه الشخص الفظ الغليظ في تعامله.
  • الجافي القلب: وقيل أيضاً إنه الجافي القلب، الذي يفتقر إلى الرقة والرحمة.

من هو “العتل الزنيم”؟

لفهم معنى “العتل الزنيم”، يجب تفصيل كل كلمة على حدة:

معنى “العتل”:

“العتل” مشتق من “العتل” وهو الجر بعنف وقوة. ومن معانيه التي ذكرها المفسرون:

  • الشديد في كفره: هو الجافي الشديد في كفره وعناده.
  • الشديد الخصومة بالباطل: من يجادل ويخاصم بالباطل بقوة وشراسة.
  • من يعتل الناس: هو من يجر الناس بعنف إلى السجن أو العذاب.
  • الغليظ الجافي: يطلق على الشخص الغليظ الطبع والجافي في تعامله.
  • سريع إلى الشر: الرجل الذي يسرع إلى فعل الشر والأذى.
  • الأكول الشروب القوي الشديد الذي لا يزن شعيرة في الميزان: وصف يدل على كثرة الأكل والشرب والتمتع بملذات الدنيا دون قيمة أو وزن عند الله.
  • الفاحش السيئ الخلق واللئيم: هو الشخص الذي يتصف بالفحش وسوء الخلق واللؤم.

وقد جاء تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للعتل بأنه: “الشديد الخلق، الرحيب الجوف، المصحح الأكول الشروب، الواجد للطعام، الظلوم للناس”. وفي رواية أخرى: “الرحيب الجوف، الوثير الخلق، الأكول الشروب، الغشوم الظلوم”. هذه الصفات تُبرز شخصية تتمتع بالقوة الجسدية والتمتع بالدنيا دون شكر، مع الظلم والعدوان على الآخرين.

معنى “الزنيم”:

“الزنيم” له عدة تفسيرات، ومن أبرزها:

  • الملصق بالقوم الدعي: هو الذي يُدعى إلى قوم وليس منهم في الأصل، أي “ولد الزنا الملحق في النسب بالقوم”.
  • من كانت له زنمة: قيل إنه رجل كان له علامة مميزة كزنمة الشاة، يُعرف بها.
  • الذي يعرف بالشر أو اللؤم: هو من يُعرف بسوء خلقه ولؤمه بين الناس.
  • الظلوم: من معانيه أيضاً أنه الظالم للناس.
  • من لا أصل له: قيل إنه الذي لا أصل معروف له، أو أنه لئيم الحسب.

وقد ورد أن الآية التي ذكرت “عتل بعد ذلك زنيم” نزلت في الوليد بن المغيرة، الذي كان يتمتع بالمال والسلطة لكنه كان مناعاً للخير وظالماً للناس.

أهل الجنة وأهل النار:

في ذات الحديث الشريف، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صفات أهل الجنة: “كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره”. وهذا يدل على أن أهل الجنة هم المتواضعون، الذين قد ينظر إليهم الناس على أنهم ضعفاء في الدنيا، لكنهم أصحاب منزلة عظيمة عند الله.

إن فهم هذه الأوصاف النبوية يدفع المسلم للتفكر في صفاته والابتعاد عن تلك الخصال المذمومة التي تحرم صاحبها من دخول الجنة، والتحلي بصفات التواضع، الكرم، وحسن الخلق.


الجوّاظ في الإسلامالخبث في المجتمعتفسير آيات القرآنمعنى الجوّاظ

‫0 تعليق

اترك تعليقاً