كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، تفاصيل مثيرة حول الاستثمارات التي قام بها رجل الأعمال المصري العالمي فؤاد سعيد في مصر خلال سبعينيات القرن الماضي، والصراعات القانونية والمالية التي خاضها مع رجال أعمال بارزين.
صراع قضائي
وأشار “حمودة” خلال تقديم برنامجه “حقك تعرف” المذاع عبر اليوتيوب، إلى أن فؤاد سعيد قرر في عام 1977 ضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار في مصر، وهو ما فتح الباب أمام صراعات ومنافسات قوية، كان أبرزها مع نصيف ساويرس، الذي اشترى مصنعًا للأسمدة من ضمن تلك الاستثمارات.
وأوضح أن العلاقة بين الرجلين تحوّلت إلى نزاع قضائي طويل الأمد، بعد أن باع ساويرس أسهمًا لنفسه بشكل منفرد، ما دفع فؤاد سعيد إلى اللجوء للقضاء، حيث أدار القضية بدايةً المحامي فريد الديب، ثم تولى متابعتها لاحقًا الدكتور محمد حمودة، واستمرت لأكثر من 20 عامًا.
صفقة بيع شركات الأسمنت
وتطرق إلى صفقة بيع شركات الأسمنت المصرية لشركة فرنسية، مؤكدًا أن الصفقة بلغت 8.8 مليار يورو، وأن فؤاد سعيد أصر على الحصول على نصيبه من الأسهم، والذي بلغ نحو مليون و300 ألف سهم، ما أدى إلى نزاع جديد مع الشركة الفرنسية، انتهى لاحقًا بانتصاره، في إشارة إلى أن “الزمن أنصفه”، على حد تعبيره.
وشدد على أن الخطورة الحقيقية لرأس المال لا تكمن فقط في الاستثمارات الاقتصادية، بل في قدرته على السيطرة على عقول الناس من خلال وسائل الإعلام، معتبرًا أن هذا هو أحد أشكال النفوذ الأخطر.
من الفول والطعمية إلى إمبراطورية المال
واستعاد حمودة ذكريات شخصية مع فؤاد سعيد، موضحًا أنه تعرّف عليه عن طريق محمود عبد العزيز، رئيس البنك الأهلي سابقًا، وذلك في وقت كان يشهد خلافات صحفية بين جريدة صوت الأمة التي كان يعمل بها، وبين نصيف ساويرس.
وقال إن فريد الديب دعاه بصحبة فؤاد سعيد، إلى تناول وجبة فول وطعمية في بيته القديم، في مشهد بعيد تمامًا عن مظاهر الثراء.
تواضعه سر ثرائه
وأضاف: “عندما كان يقيم في فندق الماريوت، لم يكن يقيم في جناح فاخر بل في غرفة ضيقة، ولم يكن يستخدم سيارة ليموزين، بل كان يستقل التاكسي ويحمل حقيبة جلدية متواضعة، هذه البساطة جزء من أسرار ثرائه، لأنه تعب في ثروته ويعرف قيمتها”.
وختم حمودة تعليقه بسخرية ذاتية: “هذا هو أحد أسرار ثراء فؤاد سعيد، وسبب عدم ثرائي أنا شخصيًا!”