وصفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تحليل نُشر اليوم الإثنين، الضربات الجوية التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد المنشآت النووية الإيرانية بأنها “أكبر مغامرة سياسية وعسكرية له حتى الآن”، معتبرة أن تبعات هذه الخطوة قد تعيد تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط وربما العالم.
مقامرة سياسية وعسكرية محفوفة بالمخاطر
وقالت الصحيفة إن ترامب، المعروف بتوجهاته الحادة وميله للقرارات الجريئة، أقدم على خطوة تُعد مقامرة كبرى، ليس فقط بسمعته السياسية، وإنما بمستقبل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن الرئيس الأمريكي يعوّل على أن الضربات المحدودة يمكن أن تعيد ترسيخ مفهوم “التدخل العسكري الناجح” بعد سنوات من الفشل في العراق وأفغانستان.
ووفقًا لتحليل الجارديان، فإن نجاح هذه العملية – الذي سيُقاس بطرق مختلفة خلال الأسابيع القادمة – قد يعني تقليص نفوذ إيران، وتعزيز سلطة ترامب شخصيًا على الصعيدين الداخلي والدولي، مما يمنحه زخمًا سياسيًا كبيرًا في الفترة المتبقية من ولايته، ويفاقم من سماته الاستبدادية والاندفاعية التي يراها خصومه مثيرة للقلق.
تحالف مع نتنياهو.. وعالم يهاب لا يحب
وربطت الصحيفة بين تصاعد التنسيق بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبرة أن هذه الشراكة المثيرة للجدل ستعزز من توجهات أكثر تشددًا في مواجهة إيران.
وأضافت أن العالم لن يحب أمريكا تحت هذا التصعيد بل “سيخافها”، مشيرة إلى أن ترامب لا يسعى إلى نيل احترام الحلفاء بقدر ما يطمح إلى فرض واقع جيوسياسي جديد بالقوة.
أوروبا والصين وروسيا.. رفض خفي وتحركات محتملة
وأشارت الجارديان إلى أن القلق الأوروبي يتزايد خلف الكواليس، حيث يخشى قادة ودبلوماسيون في بروكسل وباريس وبرلين من أن ترامب يهدد النظام العالمي القائم على القانون الدولي واتفاقيات حظر الانتشار النووي.
وبحسب الصحيفة، فإنهم لا يتعاطفون مع طهران، لكنهم يرفضون الأسلوب العسكري الصادم الذي انتهجه ترامب، ويخشون أن يفجّر الوضع أكثر.
كما حذّرت الصحيفة من أن الصين، التي تربطها مصالح اقتصادية قوية مع إيران، قد تتحرك لعرقلة أي مساعٍ أمريكية لفرض واقع أحادي القطب، فيما ستسعى روسيا إلى توظيف الحدث لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط، ملوحة بتقديم مزيد من الدعم التقني لطهران في مجال الطاقة النووية.